فارس الاقصى مشرف
عدد المساهمات : 176 تاريخ التسجيل : 09/02/2012
| موضوع: خاطــرة مؤثــرة لابن الجوزي ** فيها تسلية لمن فقد عزيزا عليه** الخميس مارس 22, 2012 12:19 pm | |
| مازلت على عادة الخلق في الحزن على من يموت من الأهل و الأولاد ، و لا أتخايل إلا بلى الأبدان في القبور ، فأحزن لذلك ، فمرت بي أحاديث قد كانت تمر بي و لا أتفكر فيها .
منها قول النبي صلى الله عليه و سلم : إنما نفس المؤمن طائر تعلق في شجر الجنة حتى يرده الله عز وجل على جسده يوم يبعثون . فرأبت أن الرحيل إلى الراحة ، و أن هذا البدن ليس بشيء ، لأنه مركب تفكك و فسد ، و سيبنى جديداً يوم البعث ، فلا ينبغي أن يتفكر في بلاء . و لتسكن النفس إلى أن الأرواح انتقلت إلى راحة فلا يبقى كبير حزن ، و أن اللقاء للأحباب عن قرب . و إنما يبقى الأسف لتلعق الخلق بالصور ، فلا يرى الإنسان إلا جسداً مستحسناً قد نقض فيحزن لنقضه . و الجسد ليس هو الآدمي ، و إنما هو مركبه ، فالأرواح لا ينالها البلى . و الأبدان ليست بشيء . و اعتبر هذا بما إذا قلعت ضرسك و رميته في حفرة ، فهل عندك خبر مما يلقى في مدة حياتك ؟ فحكم الأبدان حكم ذلك الضرس ، لا تدري النفس ما يلقى ، و لا ينبغي أن تغتم بتمزيق جسد المحبوب و بلاه . و اذكر تنعم الأرواح ، و قرب التجديد ، و عاجل اللقاء ، فإن الفكر في تحقيق هذا يهون الحزن ، و يسهل الأمر . ************* من كتاب صيد الخاطر
| |
|